كيف تعيش مرتاح البال؟
كيف تعيش مرتاح البال؟
العيش مرتاح البال هو إختيار في يدك، فأنت من يُقرر ان تبدأ يومك بسعادة. العيش بتسامح مع النفس، وتقدير الذات هي فلسفة تساعدك على التسليم للقدر، بدون التذمر والتحسر. النظر الى الحياة بنظرة تقدير، هيَ اعلى درجات التأمل وتساعدك على الارتياح من كثرة التفكير والتسليم للقدر. هناك اساليب كثيره للعيش في راحة بال، والكل لديه تجاربه الخاصة بإختلاف الخلفيات الثقافية والإجتماعية. التعامل مع معطيات الحياة هيَ حاصل تجارب ومواقف يوميه لسنوات طويلة جداً، سوف تساعدك بالتأكيد في تطوير أساليب خاصة بك في التعامل مع من حولك. سأقوم بطرح بعض الأساليب التي قد جُربت كثيراً وأثبتت فاعليتها، على المستوى النفسي والإجتماعي، واتمنى من الاصدقاء مشاركة بعض تجاربهم، وربما بعض الطُرق التي تساعدهم على العيش في راحة بال.
التجاهل الإختياري – Selective ignorance
تجاهل الاساءات مهم جداً في عملية التجاهل الإختياري، فقد ينتهي يومك وانت تفكر بشكل سلبي! من وجهة نظر شخصية، فهذا النوع من الاساءات سيؤثر فيك ولا نستطيع الإنكار، حتى لو بلغت نسبة التأثير 1%. لكن تجاوز هذه الكلمات او التصرفات، يبدأ بمحافظتك على روح عالية صعبة التأثير بالمحيط. تأمل هذا الكاريكاتير ربما حدث لك هذا الموقف من قَبل.
التعاطف – Empathy
بإختصار ضع نفسك مكان الآخرين، واستشعر معاناتهم او سعادتهم. عند ذهابك الى مطعم، ورأيت تعامل لا يُرضيك من النادل، فضع نفسك مكانه وحاول ان تلتمس له العذر، فربما كان يعمل منذُ الساعة السادسة صباحاً، وانت تستمتع بعطلة نهاية الاسبوع. احد اسباب راحة البال هو إلتماس العذر للآخرين، فكل شخص يتخذ قرارات تجاه موقف مُعين بالتأكيد ان لديه اسباب دفعته لإتخاذ مثل هذا القرار. التعاطف هو الإحساس بمن حولك، وعدم محاسبتهم لتصرفاتهم، وهيَ افضل الطرق لكسب راحة بال عَميقة وتجعلك تستمتع في يومك وتَعيش مرتاح البال. أُحب شخصياً استخدام هذا الاسلوب دائماً. لكن أصدقكم القول، التعاطف الى حد السذاجة قد تجعل منك فريسة سهلة وقابل للإستغلال. التعامل بحكمة هوَ الحل، وبالتأكيد الأخطاء الكثيره هيَ التي تصنع الحكمة والتجربة الناجحة.
حسن الظن – Benefits of the doubt
لازلت اتذكر عبارة محمد الرطيان عن حسن الظن، فيها الكثير من عُمق المعنى
لا تُحسن الظن حد الغباء ..
ولا تسيء الظن حد الوسوسة ..
وليكن حسن ظنك : ثقة ..
وسوء ظنك : وقاية
حُسن الظن من أهم الأسباب للاستمتاع في حياتك ويومك. الدنيا بما حملت ليست ضدك، والكُل مشغول في حياته. من تجربة شخصية، هناك من يتصور أمور في خياله، ويبني عليها فرضيات وتوقعات ويبدأ بإشغال تفكيره فيها، بل قد تصل في البعض أن يصنع أعداءه بنفسه والسبب هو سوء الظن في الآخرين. راحة البال تأتي بحسن الظن في الناس، لا يجب عليك تفسير وتحليل كل التصرفات التي تحدث أمامك.
قرأت قبل فترة مقالة جميلة للصحفي احمد السويلم بعنوان (أحسن الظن)، مهما بلغنا من العمر او الحكمة،ستحدث لك مواقف ستجعلك تفكر كثيراً حتى تصل الى مرحلة عدم إحسان الظن والتشكيك بأفعال من حولك. ربما هذه التصرفات، هيَ ناتج بيئه مُحيطة او تجارب مريره كانت هيَ السبب للحيطة والحذر في كل تصرف، وعدم تسليم الظن الحسن لأي شخص! لكن محاولة إحسان الظن هيَ السبيل للعيش في راحة بال، فلا أحد يريد ان يعيش حياته في شك وخوف من الناس.
تقبل الاخطاء Accept Mistakes
إن الذي لا يخطئ ، هو الذي لا يعمل.
في كتابة حياة في الإدارة، ذكر غازي هذه المَقولة. الخطأ دائماً وارد اذا كنت تعمل، وتقبل الخطأ والتعلم منه هو دَيدن الحياة. تقبل الأخطاء والاستمرار في العمل، يجب أن تكون قناعة أساسية في حياتك، تقبل الأخطاء والتعايش معها أمر مهم للوصول الى راحة بال. هناك أخطاء قد تكلفك سنوات عديدة لإصلاحها، وهناك أخطاء يوميه تستطيع إصلاحها في غضون ساعات أو ربما أيام. الأخطاء التي تتطلب منك إصلاحها في سنوات، يجب أن يكون هناك مواجهة حازمة لهذه القرارات، ورغبة صادقة في إصلاحها، وهنا يأتي دور التخطيط الجاد والالتزام بخطط واضحة. مواجهة الأخطاء ومحاولة إصلاحها، هيَ وسيلة للحصول على راحة بال، حتى لو تطلب الأمر سنوات طويلة، لكن الأهم هو انك بدأت في مشوار الإصلاح الذي سيدفعك نحو الرضا عن النفس.
تمني الخير للآخرين – Wishing others the very best
تحدثتُ في السابق عن عقلية الوفرة واحد ركائزها هيَ تمني الخير للجميع، حتى مع الأشخاص الذينَ تختلف معهم. تمني الخير للجميع، ستجعلك تعيش في رضا ذاتي، ومتصالح مع نفسك. تشجيع من حولك، سيبعث فيك الحماس للإنجاز والدخول في مضمار المنافسة الشريفة، فكل ناجح بذل كثير من الوقت والجهد والصبر، واحترام نجاحات الآخرين هيَ سبيل للعيش في راحة بال. التفكير بالنجاحات على انها تهديد على حياتك، والبدء بالحسد هي محاولات لا فائدة منها، فالكل مشغول في نفسه والناجح لا يفكر في رأيك. فالتركيز على العمل الجاد أنفع من التفكير كيف نجح فلان؟ الفرحة وتمني الخير، ستجعل منك محبوب في المحيط حولك، وتشجيع الناجحين على مزيد من النجاح سيساعدك على كسب احترام من حولك.
ربما قد مر عليك هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية. ستلاحظ ان اعلى الاحتياجات الإنسانية هيَ تحقيق الذات وتقدير الذات. طبعاً تحت مظلة تقدير الذات تندرج إحترام الذات لما وصلت إليه، وإحترام نجاحات الآخرين. فعند الوصول الى هذه المرحلة، سترتقي الى تحقيق ذاتك، وستبدأ برحلة النجاح الخاصة بك، وستكون عامل مهم جداً أيضا في نجاح الآخرين بتشجيعهم على المزيد من النجاحات. هذه الثقافة هيَ التي ترتقي بالشعوب، وتجعل من الإنسان قيمة لذاته وللآخرين، والأهم من هذا، العيش في راحة بال.
لن يرضى عنك الجميع – Not everyone can be pleased
لن يرضى عنك الجميع مهما حاولت وفعلت، لابد أن تجد في حياتك شخص غاضب، حاسد، او ساخط عليك. وحتى لو استطعت إرضاء من حولك لفترات قصيرة، من الصعب التنبأ بالتصرفات وتقلبات المزاج. سوف تتعرض للكثير من الإساءات في حياتك، بسبب او ربما بدون سبب، فلا تجعل هذه الطبيعة البشرية تفسد عليك يومك الجميل. ليس من الضروري ان يحبك الجميع، المهم ان تحرص على محبة والديك واخوتك ثم الأقرب والأقرب.