أسرار سعادة الأطفال تكمن في العشاء العائلي ومحبة الأشقاء


الجلوس إلى طاولة الطعام مع العائلة ينمي الشعور بالانتماء والأمن لدى الأطفال، ويحفزهم على النجاح والتفوق في الدراسة، ويجعلهم أقل احتمالا لتعاطي المخدرات أو التدخين أثناء مرحلة المراهقة.
حان وقت مكافأة ما بعد المدرسة
لا يمكن أن يشعر الآباء براحة البال وينعمون بحياتهم إلا إذا كان أطفالهم سعداء، ومن أجل تحقيق هذه المعادلة الصعبة ينصح الخبراء الأسر بضرورة إعادة النظر في أسلوب تربيتهم لأطفالهم، ووضع استراتيجيات جديدة تضمن لأبنائهم الرفاه والسعادة، وتطرد شبح التعاسة من حياتهم المشتركة.
وربط علماء النفس بين الطفولة غير السعيدة وبين ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض العضوية والنفسية والرضا عن الحياة في مراحل لاحقة من العمر. وأكدوا أن الضغوط النفسية في سن الطفولة من شأنها أن تجعل الأطفال أكثر عرضه للإصابة بالأمراض وتعيقهم عن النجاح وتحقيق أهدافهم، فيما يكون الأمر مختلفا بالنسبة إلى الأطفال الذين كانت طفولتهم خالية من الضغوط. وأشاروا إلى أن الرفاه الاجتماعي للطفل يمثل عاملا حاسما في تطور ونمو شخصيته، ويلعب دورا كبيرا في إحساسه بالسعادة ورضاه عن حياته.
وكشف تقرير أجرته جمعية الأطفال البريطانية لتقييم حال الأطفال في البلدان الأوروبية وأميركا الشمالية من حيث الرفاهية الذاتية، أن الأطفال البريطانيين هم الأتعس بين أطفال الدول الغربية.
وتأتي بريطانيا في المرتبة الرابعة عشرة من بين خمس عشرة دولة بشأن مدى رضا الأطفال عن حياتهم، وهي بذلك تسبق كوريا الجنوبية التي جاءت في المرتبة الأخيرة.
ولفت التقرير إلى أن ثلث الأطفال في إنكلترا يتعرضون للمضايقات في المدرسة، بينما يشعر نصفهم بالانعزال. وأوضح أن مستويات عدم السعادة في المدارس تزداد مع كبر عمر الطفل، حيث بلغت نسبة الاستمتاع بالمدرسة 61 بالمئة عند عمر العاشرة لكنها انخفضت إلى نسبة 43 بالمئة عند عمر الثانية عشرة. وجاء أطفال رومانيا في المرتبة الأولى بشأن الرضا عن حياتهم خلال سن الـ12 عاما، فيما حل أطفال كولومبيا في المرتبة الثانية.
وأشار الباحث بيتر جريج إلى أنه “على الرغم من شعور العديد من الأطفال البريطانيين بالتعاسة إلا أن 90 بالمئة منهم تحدثوا عن بعض الرضا عن حياتهم”.
ونبه إلى أن الأطفال الذين يعانون من عدم الرضا عن الحياة هم أكثر عرضة للتخويف أو عدم الحصول على مستويات علمية جيدة في المدرسة، وهو ما يثير الكثير من المخاوف بشأنهم وبشأن مستقبلهم.
ومن جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في آخر تقرير لها من الوضع المزري للأطفال في العالم، مؤكدة أن مئات الملايين من الأطفال من سكان المدن يعانون من الحرمان بدرجة أكبر مما كان يعتقد سابقا. وأكدت أن المعاناة التي يقاسيها هؤلاء الأطفال تنتهك حقوقهم وتعيق تحقيق أهداف النمو في هذه الألفية.
وصنف تقرير آخر للمنظمة الأممية أطفال هولندا على أنهم الأكثر رفاهية بين أقرانهم بمختلف أنحاء العالم، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الـ26 على قائمة ضمت 29 من أغنى دول العالم، من حيث تمتع الأطفال بالرفاهية فيها.
وأظهر تقرير أن 4 من الدول الواقعة في شمال أوروبا، وهي هولندا والنرويج وأيسلندا وفنلندا، تأتي في صدارة القائمة، حيث يقيس التقرير مستوى رفاهية الأطفال من خلال 5 مقومات، تشمل الرفاه المادي، والصحة والسلامة، والتعليم، والسلوكيات والمخاطر، إضافة إلى الإسكان والبيئة.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة المرأة الأرملة الفقيرة التي عاشت مع طفلها حياة متواضعة في ظروف صعبة . .

قصة الاعرابي الذي توكل على الله